رغم احتفال العالم منذ 2008 بيوم الثاني من إبريل يوماً عالمياً للتوعية باضطراب طيف التوحد، إلا أن أسباب هذا الاضطراب لا تزال مجهولة، ورغم كونه من أكثر الاضطرابات “النمائية” تأثيراً على المجالات الرئيسة لنمو الطفل – التواصل والتفاعل الاجتماعي والمجال الإدراكي – ورغم جذبه لاهتمام الاختصاصيين والباحثين، إلا أنه لم يتم التوصل لعلاج جذري له حتى الآن.
وتشير الإحصائيات العالمية الأخيرة إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد في تزايد مستمر، وتختلف حدة أعراض الاصابة ما بين خفيفة إلى حادة، ويمكن أن تظهر الأعراض قبل سن 12 شهراً، وتصبح واضحة عند سن 18 شهراً. ويؤكد الأطباء أن الاكتشاف والتدخل العلاجي المبكر يؤدي إلى تحسن كبير في حياة الطفل، والوصول به لعتبات أعلى من الاعتماد على النفس والاستقلالية و تحقيق مستوى أعلى في قدراته وبالتالي الدمج في المجتمع.
وقد اختتمت فعاليات الحملة القومية لتقبل اضطراب طيف التوحد في مصر والتي تقودها الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد- ADVANCE – منذ عام 2005.
وكان الهدف من إقامة هذه الحملة هو زيادة الوعي لدى المجتمع باضطراب طيف التوحد والتعرف على علامات اضطراب طيف التوحد والفهم الصحيح لهذا الاضطراب وهو ما يساعد على التفكير بطريقة مختلفة تجاه هذا الاضطراب الغامض بالنسبة لكثيرين، وتقبل الأشخاص المصابين به ودمجهم في المجتمع. كما هدفت الحملة إلى المساعدة على سد الفجوة والتعريف بالعلاجات والتدخلات التي تتناسب مع المصابين باضطراب طيف وتهيئة بيئة مناسبة لهم، بالإضافة إلى زيادة الوعي بعلامات الإصابة الأولية وزيادة المعرفة بأهمية التدخل المبكر، وزيادة الحوار والتفاعل بين الوالدين والمهنيين ومنظمات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال.
أن هناك جهوداً تبذل من قبل الباحثين والمهتمين بهذه الفئة العزيزة على قلوبنا، واضطراب طيف التوحد من أصعب الإعاقات النمائية لأنه يؤثر على جوانب عدة لنمو الطفل، وبالتالي يعتبر إعاقة شمولية تحتاج لتدخل شمولي لعلاجهم. والحملات التوعوية لتقبل المصابين باضطراب طيف التوحد تضيف بالتأكيد إضافات جديدة لأسرهم وللمهتمين وللمجتمع، وتكرار هذه الحملات والمشاركات سيكون لها إضافات ومردود للمجتمع ككل.
وقد عنت حملات التوعية للبعض التمتع باللون الأزرق الذي أنار معالم مصرية احتفالا” بيوم 2 أبريل كاليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد … وعنت للبعض الآخر شراء منتجات كنوع من مؤازرة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم … ولآخرين عنت الاشتراك في مهرجان رياضي للأطفال والشباب من ذوي اضطراب طيف التوحد أو حضور معرض لفنون الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد … وللبعض عنت حضور ندوات توعوية أو الاستماع لبرامج إذاعية توعوية أو مشاهدة فقرات تليفزيونية توعوية أو حضور مؤتمر علمي عن اضطراب طيف التوحد … وللبعض عنت مشاهدة برامج تشرح اضطراب طيف التوحد للتعرف أكثر على السمات والمشاعر وطرق تفكير المصابين به…
إذا” هناك أنواع كثيرة من الحملات… وبسؤال الأشخاص ذو اضطراب طيف التوحد وأسرهم فإن التوعية والتقبل يعنيا:
– أن يعلم الناس أنه ليس هناك نمط واحد للتوحد … أن كل شخص منهم مختلف …
– أن لا يعتقد الناس أن كل المصابين باضطراب طيف التوحد لديهم ملكات في الحساب والموسيقى!
– أن يعلن أهل من تمتعوا بالتدخل المبكر أن أولادهم تحسنوا … ويشاركوا تجربتهم مع الغير …
– أن يفخر الأشخاص ذو اضطراب طيف التوحد أن لديهم توحد ويعلنوه …
– أن نجد في الأسواق تطبيقات للتواصل البديل باللغة العربية للمساعدة على الدمج …
– أن يتقبل أفراد المجتمع الأشخاص ذو اضطراب طيف التوحد ويشاركونهم اهتمامهم …
– أن تتوفر فرص تعليم للأشخاص ذو اضطراب طيف التوحد…
– أن تتوفر فرص تدريب مهني للأشخاص ذو اضطراب طيف التوحد …
– أن تتوفر فرص تشغيل للأشخاص ذو اضطراب طيف التوحد …
– أن يساند المجتمع الأسر في التعايش مع اضطراب طيف التوحد …
وأهم شئ … أن يتذكر الجميع أن التعايش مع اضطراب طيف التوحد قد يسبب صعوبات في استيعاب البيئة المحيطة وصعوبات في التواصل وتحديات في العلاقات الاجتماعية … ولكن هذا لا يقلل من كون ذوي اضطراب طيف التوحد أفراد من مجتمعنا … يستحقون مثلنا الوصول للسعادة … والصحة … والتمكين …
والعام القادم تستمر حملتنا إن شاء الله … ليست حملة توعية وتقبل فقط … بل حملة تفاعل ودمج …. انتظرونا … والله ولي التوفيق!
Made With Love by Fritill
Advance © 2021 | All Rights Reserved
Leave a Reply